كيف تفشل في التجارة الإلكترونية!

رجوع

لعلك قد قرأت أو استمعت إلى العديد من النصائح حول كيفية تحقيق النجاح في مجال التجارة الإلكترونية. وهذا هو المفروض طبعا، ولا شك أنك في الطريق الصحيح طالما تفعل ذلك. ولكن من المهم أيضًا، أن تكون على دراية ــ بنفس القدر ربما ــ بكيفية فشل المشاريع، والأخطاء التي إذا ارتكبتها قد تؤدي إلى فشل مشروعك التجاري. 


في هذا المقال، سنقوم بتسليط الضوء على بعض الأخطاء الشائعة التي قد تكلفك الكثيـر.

إذا كنت ترغب حقًا في تجربة الفشل في مجال التجارة الإلكترونية، فإليك بعض الأمور التي يمكنك القيام بها:


تجاهل فهم السوق


إياك أن تستثمر الوقت والجهد في دراسة السوق وفهم احتياجات وتفضيلات العملاء، فإن فرص النجاح تقل بشكل كبير عند تجاهل نداء السوق. وفقًا لإحصائيات من Statista، فإن 42٪ من مشاكل مشاريع التجارة الإلكترونية تعود إلى عدم فهم السوق بشكل كافي.


عدم فهمك للسوق يجعلك تستهين بالتحديات، ويقودك إلى خوض غمار التجربة باندفاع سلبي، وبعشوائية في التدبير.


انطلق دون تخطيط


ابدأ بداية عشوائية، ولا تفكر مطلقا في وضع خطة جيدة لعملك قبل أن تبدأ، بل اقفز مباشرة لخوض التجربة بكل عفوية. هكذا ستجد نفسك في واقع تتخبط فيه بين تحديات ومشاكل تجعل من فشلك أمرًا محتومًا.

من بين أكبر الأخطاء التي يرتكبها الكثيرون، هي البدء في التجارة الإلكترونية دون وجود خطة عمل واضحة. إذا كنت ترغب في ضمان فشل مشروعك في هذا العالم الرقمي، فقط تجنّب القيام بهذه الأمور: 

ـ دراسة السوق

ـ تحليل المنافسة

ـ تحديد الجمهور المستهدف

ـ تحديد نوعية المنتجات أو الخدمات التي ستقدمها بناءً على احتياجات وتوقعات العملاء

ـ وضع استراتيجية تسويقية قبل الشروع في العمل.


لأن الخطة الجيدة هي المفتاح لتحقيق أهداف مستدامة.


في المقابل، من الحِكمة عدم الاستعجال في إطلاق متجرك الإلكتروني دون وجود خطة عمل مُحكمة. 

خطة العمل هي ليست مجرد وثيقة إدارية، أو ورقة تنظيمية تضم خطوات روتينية لبدء عمل ما. إنما هي بمثابة خريطة طريق، تساعدك على ترتيب أفكارك، وتحديد أهدافك بوضوح. بالإضافة إلى فهم التحديات التي تواجهك، والبيئة التنافسية التي تعمل فيها.


فإذا قررت تجاهل هذه الخطوة الأساسية، فستجد نفسك مُعرّضًا للعديد من الصعوبات والتحديات تؤدي بك إلى إدارة غير فعّالة لمشروعك. وبالنهاية، يكون هذا هو أحد الأسباب الرئيسية لفشل متجرك الإلكتروني.


ولأن عناصر هذا السياق مترابطة، فإن غياب خطة العمل يجعلك تقع في خطأ الاختيار غير المناسب للمنتج.


اختر منتجا غير مناسب


عندما يتم اختيار منتج أو خدمة لمتجر إلكتروني دون سابق دراسة للسوق، ودون مراعاة احتياجات العملاء المحتملين، فإن ذلك يكون مصدرًا مباشرا للفشل بشكل مؤكد. لذا، ولتجنب هذا الأمر منذ البداية، قم باختيار المنتجات أو الخدمات التي تلبي احتياجات واهتمامات الفئة المستهدفة، ومطابقة للاتجاهات الحالية في السوق. وهذا يشمل أيضا جودة المنتج وتكلفته بشكل أساسي.


قم بإهمال تصميم الموقع وعدم الاهتمام لتجربة المستخدم


تصميم المتجر ليس مجرد عنصر تجميلي كما يمكن أن يتبادر إلى ذهن البعض، بل هو جزء أساسي من استراتيجية نجاح أي مشروع عبر الإنترنت. حيث يؤثر بشكل مباشر على تجربة المستخدم، وقدرته على التفاعل مع المحتوى والخدمات المقدمة. وبالتالي، يمكن أن يكون العامل الرئيسي في نجاح أو فشل المشروع.


إذا كنت ترغب في فشل متجرك الإلكتروني، يكفي أن تسيء تصميم وترتيب مظهره العام، وطريقة توزيع الخيارات على صفحات موقع متجرك.


في المقابل، إذا كنت تسعى لنجاح عملك، عليك استثمار شغفك وذوقك الفني في إنشاء وتصميم متجر إلكتروني جذاب من الناحية البصرية، وسهل الاستخدام، ويتناسب مع مختلف الأجهزة. إلى جانب وجود محتوى عالي الجودة ومُنظم بعناية.


اجعل تصميم متجرك غير متوافق مع الهواتف المحمولة


يعتمد الكثيرون الآن على هواتفهم المحمولة للتسوق عبر الإنترنت. لذلك، إذا أردت أن تفشل في الحصول على طلبيات من متجرك، يجب أن يكون متجرك غير متوافق مع الأجهزة المحمولة. تجاهل هذا الجانب يؤدي إلى فقدان العديد من العملاء المحتملين.


لا تكترث لمراجعات العملاء


مراجعات العملاء والتقييمات هي أداة قوية لقياس جودة خدماتك أو منتجاتك. لذا، قم بتجاهلها دائما إذا أردت فقدان ثقة العملاء. في المقابل، الاستماع إلى آراء العملاء والعمل على تحسين الخدمة بناءً على تلك الملاحظات، سيساعدك على الانتقال من وضعك الحالي إلى مستوى أعلى في تحقيق الأرباح، وتعزيز جاذبيتك في السوق.


اعمل على إخفاء سياسات الإرجاع والتكاليف المحتملة


اعتمادك لسياسات التسعير والإرجاع والشحن بشكل مبهم وغير واضح، إلى جانب إخفاء مصاريف غير متوقعة، تثير دائما ارتباكا واستياء لدى العملاء. لذا، يُعَدّ هذا النهج واحدًا من أكثر الأساليب فعالية لصد الزبائن وإبعادهم عن متجرك.

في المقابل، تفعيل الشفافية على متجرك إلكتروني، هو عملية أساسية لكسب ثقة العملاء وبناء علاقات طويلة الأمد معهم. هذا يشمل عرض كل المعلومات الضرورية بشكل صادق وواضح. بما فيها وضوح في التسعير، وسياسات مفصلة للإرجاع والضمان والشحن وأي شروط أخرى ذات صلة.


حاول تعقيد عملية الدفع


يجب أن تكون عملية الدفع معقدة، ومطولة من خلال كثرة المراحل والحقول الواجب تعبئتها، هكذا أنت تضمن تراجع العملاء عن إتمام عمليات الشراء. عكس إذا قمت بتخصيص صفحة خروج مبسطة ومختصرة توجّه العميل إلى اختيار وسيلة دفع تناسبه، ومن ثم سداد فاتورته بسهولة قبل مغادرة المتجر بسلاسة.


انتهج استراتيجية تسويق ضعيفة


عدم الاستثمار في استراتيجيات تسويق فعالة تستهدف الجمهور المناسب، تجعلك تدور في حلقة مفرغة، ولا تصل إلى أهدافك التسويقية. وبالتالي، طالما أنك لا تطوّر من طرق تسويق نشاطك التجاري، ولا تبحث عن الأساليب التسويقية الحديثة والمبتكرة التي تناسب تقدم المنصات الإعلانية، وتواكب تطور العقول واحتياجات العملاء، فإنك تفوت عليك فرصًا كبيرة للنمو والتوسع.


قد يبدو الاستثمار في التسويق مكلفًا في البداية، ولكنه يعتبر استثمارًا ذكيًا وضروريًا لمستقبل نجاح عملك. وهو ما يشكل بالفعل، الفارق بين أن تبقى في مكانك وأن تحرز التقدم نحو النجاح.


احرص على عدم التواجد في منصات التواصل الاجتماعي


الشركات التي تمتلك وجودًا قويًا على مختلف المنصات والقنوات، تحقق مبيعات تزيد بنسبة 32% مقارنة مع غيرها. لذلك، إذا كنت مصرا على الفشل في التجارة الإلكترونية، حاول أن لا تكون حاضرا على وسائل التواصل الاجتماعي.

في المقابل، تحسين الصورة البصرية لحساباتك والتفاعل مع المتابعين بانتظام، وإضافة محتوى تسويقي منتظم، يأخذك إلى نتائج مبهرة في سياق جذب الزوار إلى متجرك، وتحقيق مبيعات بنسب عالية. وتذكر أن التواجد على وسائل التواصل الاجتماعي ليس اختيارًا، بل هو ضرورة.


قدّم خدمة عملاء رديئة


إذا كان هناك جانب واحد يجب ألا يُهمل أبدًا عند البحث عن أسباب الفشل في التجارة الإلكترونية، فسيكون خدمة العملاء. هذا الجانب ليس مجرد إضافة للأعمال التجارية، بل هو عنصر أساسي لنجاح أو فشل أي مشروع تجاري عبر الإنترنت.


عندما يواجه العميل تجربة سيئة في التعامل مع خدمة العملاء، فإنه يفقد الثقة في المتجر. وفقدان الثقة يعني فقدان عميل، وغالبًا هذا العميل ما يعبّر عن خيبته وتجربته السلبية بطرق شتى، مما يؤثر على سمعة العلامة التجارية.


بالنهاية، إذا لم تكن هناك خدمة عملاء ممتازة، وتتعامل مع شكاوى العملاء بشكل جاد وفعّال، فسيكون من الصعب جدًا الاحتفاظ بالزبائن وجذب عملاء جدد.


استعجل الربح ولا تكن صبورا


الكثير منا عندما يفكر في التجارة الإلكترونية، يخطر في باله الربح السريع والحصول على الثروة الطائلة في وقت وجيز. إلا أن هذا الاعتقاد قد يكون مضللا ومخالفا للواقع. لأن أي استعجال للربح أو توقع النجاح السريع، يؤدي عادةً إلى الإحباط والفشل في هذا المجال، ولو بعد حين.


يحتاج بناء عمل ناجح في التجارة الإلكترونية إلى وقت وجهد. وعندما تركز على الربح السريع، قد تفقد الصبر وتهمل التطوير المستدام لعملك، مما يؤدي إلى تقديم منتجات أو خدمات ذات جودة منخفضة، فقط في سبيل تحصيل الأرباح سريعا.


عالم التجارة الإلكترونية يتغير بسرعة، ويتطلب مواكبة مستمرة للتطورات التكنولوجية وغيرها، وتكييف استراتيجياتك ومنتجاتك وخدماتك وفقًا لها. فإذا تجاهلت هذا الجانب، فإنك تفقد التنافسية.


النجاح في التجارة الإلكترونية ليس رحلة قصيرة، بل هو "ماراثون" يتطلب نفسا طويلا وإصرارًا واستمرارية. 



وهكذا، إذا وقعت في الأخطاء المذكورة أعلاه، ستفشل بنجاح في التجارة الإلكترونية. هدفنا في الأخير هو لفت انتباهك إلى مجموعة الأمور التي تؤثر سلبًا على مشوارك في التجارة الإلكترونية، وحثك على تجنبها وتشجيعك على البحث المستمر عن سبل النجاح في عملك.


Image Modal

هل ساعدك هذا الموضوع؟

لم تستطع العثور على الإجابة التي تبحث عنها ؟ نحن هنا للمساعدة